London - Edinburgh

عن الوجهة: من بين جميع المدن الأوروبية، تبقى لندن المدينة الوحيدة الحاضرة في أعماق مخيلة المسافرين، حيث تستحوذ هذه المدينة علينا حتّى قبل أن نراها، والأجمل أنها بعد وصولها لا تخيب الظنون أبداً. سترى في لندن الباصات الحمراء ذات الطابقين، ورجال الشرطة الذين يمتطون الأحصنة، والحرّاس المصطفين كالتماثيل في مدينة باكنغهام، ودير ويستمينستر، بالإضافة إلى ألحان أجراس ساعة بيغ بن التي تبدو مألوفة لكم وكأنكم قد سمعتموها من قبل، فكل ما في لندن يبعث على الرضا. بالإضافة إلى كل هذا، ما يزال في جعبة لندن الكثير من المفاجآت بانتظارك، فهي ليست عتيقة الطراز فقط، كما أنّها ليست مجرد متحفٍ أيضاً، على الرغم من أنك تستطيع قضاء وقتك فيها بالانتقال من متحفٍ إلى آخر، بل هي امتدادٌ حضاريٌ عمرانيٌ مزدهر، حيث ضجيج حركة السير والمتاجر والعدد الهائل من السكان القادمين من مختلف دول العالم. عليك بزيارة المعالم السياحية العديدة التي يعود أغلبها بالتاريخ إلى ما يقارب الألف عام، ابتداءً من ضريح الشاعر تشوسر، وصولاً إلى الحانة التي شرب فيها قبطان سفينة مايفلاور، وسيرك بيكاديلي؛ أحد أكثر المعالم السياحية التي يتم تصويرها في لندن. كما عليك ألّا تفوّت زيارة القسم المعاصر من لندن، حيث مسارحها الحيوية، وأطباقها العالمية، والمعالم السياسية، وآخر صيحات الموضة، وأحدث أنواع الموسيقى، ومختلف طبقات المجتمع، وكل شيء عدا ذلك. في عام 1777، وصف الكاتب الانكليزي صامويل جونسون مدينة لندن قائلاً: "إذا سأم المرء من مدينة لندن، فهو قد سأم من الحياة."، حتى هذا اليوم، وهذه العبارة صحيحة تمام الصحة، حيث أن هناك شيء جديد لتفعله في لندن كل يوم.

عن الوجهة: كما تدّعي الأقوال، فإن إدنبرة هي أجمل مدينة في شمال أوروبا، وقد كانت عاصمة اسكتلندا في العصور الوسطى، بينما بقيت حاليّاً مركزاً لمؤسسات اسكتلندا الإدارية المستقلة. تطوّرت إدنبرة محافظةً على توازن جميل، فهي ليست طاغية العصريّة بالغةً حد الملل، وليست كبيرة جداً فاقدةً جاذبيّتها. تجتمع أزقّة العصور الوسطى حول قلعة مهيبة، وتكتسح المساكن القروية الأنيقة التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، المنتزهات الوارفة المزدهرة حضاريّاً، ويمكنك رؤية قلعة إدنبرة تلوح في الأفق عند مرورك بزوايا الشوارع من بعد أميال، حيث تعتبر تحفة فنيّة تتوج المدينة، ويقع معبد الملكة مارغريت، الذي هو أقدم مبنى في إدنبرة عائداً إلى القرن الحادي عشر. داخل أسوار القلعة باتجاه القصر، ستمر عبر مسكن يعود للعصور الوسطى يدعى غلادستونز لاند، ومنزل الليدي ستيرز القروي العائد للقرن السابع عشر ويحتوي على مخلّفات تذكاريّة خاصّة بالثالوث الأدبي في اسكتلندا الذي يشمل الشعراء برنز وسكوت وستيفنسون. عند الجزء الأخير من مايل، حي المدينة القديم، ستجد مبنى كانون غيت تولبوث الذي يحتضن متحف قصّة الشعب الذي يعدّ واحداً من رموز المدينة المميّزة. لإطلالة شاملة على المدينة، قم بتسلّق مقعد آرثر، وهو عبارة عن بركان خامد يقع في منتزه هوليرود، وتقدّم تلّة كالتون أيضاً إطلالات جميلة على المدينة. يوجد إلى جانب زيارة معالم إدنبرة التاريخية الكثير من النشاطات للقيام بها، فلاختبار نكهة الحياة المدنيّة، قم بالذهاب إلى ضاحية ستوكبريدج حيث ستجد مجتمعاً لطيفاً مليئاً بالطلاب والمقاهي والحانات الجيّدة. كما تحتفل المدينة في شهر أغسطس من كل عام بمهرجان إدنبرة العالمي لمدّة ثلاثة أسابيع، يتخلله عزفٌ لأجمل أنواع الموسيقى وأداء للعروض المسرحية والأوبرا والرقص، ويحتشد جمعٌ غفير من الآلاف من الزوّار من محبّي الحضارات حيث تحرص المدينة على إبقاء ضيوفها سعداء.